مؤسسات الإسلام في عصر التأسيس – جدلية الشريعة والسلطة والمجتمع

منذ زمن ليس باليسير والمسلمون يتلمسون طريقهم نحو النهضة، قدمت أجوبة كثيرة لسؤال محوري حول عملية إستئناف البناء الحضاري والنهوض من كبوة التخلف، أجوبة انتظمها ناظمان مهمان واحد تعلق بعملية الرجوع إلى الماضي والثاني توزعته هموم البنية المشكلة للعقل أو تلك المشكلة لنموذج الدولة ومؤسساتها.
هذا الكتاب محاولة للإجابة على سؤال سؤال النهوض من منظار الرجوع إلى لحظة التأسيس الأولى ولكن من خلال البحث في المؤسسات الإجتماعية والإقتصادية والتشريعية لكي نفهم الماضي أولاً ونضع اليد على أزمة البداية ولم لا على حل البداية.
كيف كان المجتمع لحظة تأسيس الإسلام لنموذجه الحضاري؟… كيف نتصوره؟… هل من خلال الكتب المعيارية التي نسجها الفقه وسطرتها المواعظ والروايات؟… أم من خلال حفر في كتب التراجم والتاريخ والخراج؟…
بون شاسع ذلك الذي سنستخلصه حينما نحول المنظار من معيارية تفترض أن ما ينبغي أن يكون قد حصل فعلاً في التاريخ إلى ما حصل فعلاً وأريد له عبر طهرانية النموذج أن ينزوي في الركن المظلم من الذاكرة.
هذا الكتاب يعيدنا مرة أخرى إلى قصة البداية ولكن برواية التاريخ والإجتماع لا برواية الفقه والإعتقاد.
جولة هو هذا الكتاب بين أطواء مؤسسات الإسلام: القضاء والضرائب والسجون لنفهم كيف تحاورت الشريعة مع المجتمع والسلطة، والهدف بسيط ومتواضع إنه فقط محاولة للفهم.