-24%

بين الفلسفة والتاريخ

Le prix initial était : د.م. 130,00.Le prix actuel est : د.م. 99,00.

يقود عبد الله العروي مشروعا ضخما أطلق عليه اسم «التحديث التاريخي»، وذلك من خلال مجموعة من الكتب شرع في نشرها منذ العقود الأربعة الماضية، وهذا ما يؤكده قول عبد الله العروي نفسه: «إن ما كتبته إلى الآن يشكل فصولا من مؤلف واحد مفهوم الحداثة». ويهدف هذا المشروع إلى نقد أشكال معينة من النزعات التراثية (النصية، الدوغمائية، نزعات الارتداد) فالرجوع إلى الماضي، حسب العروي يشكل آلية سيكولوجية تعويضية وحنينا رومانسيا.

ويسعى العروي من خلال مشروعه هذا إلى دحض ونقد التوظيف السياسي للتراث، فهو أكبر دعاة الحداثة السياسية في الفكر المغربي والعربي المعاصر، والانخراط في استيعاب مكاسب الحداثة، فالحداثة حسبه سيرورة تاريخية لا مفر منها، سواء كنا معها كأنصار للتحديث أو ضدها كأنصار للتقليد و«هي بطبيعتها تسير وفق حركة جدلية: إنها في الوقت نفسه حركة تغيير كونية واختلافية داخل كل مجتمع، وبالمقارنة مع الخارج».

وفي كل كتاباته يبين، أنه من أجل تجاوز واستدراك تراجعنا التاريخي لابد من تملُّك روح الحداثة، وفكر الحداثة انطلاقا من نموذج الحداثة الأوروبية، خاصة عقلانية القرن التاسع عشر وفلسفة الأنوار، ومن ثمة فهو يدعو إلى استيعاب مقومات ومكاسب العقل الحديث من عقلانية وتاريخانية ونسبية وفردانية، والتمييز بين إيديولوجيا وسياسة الغرب الحالي، والفكر الأوروبي العقلاني الحديث ذاته، أي بين المنهج والأيديولوجيا.

وآثر عبد الله العروي أن يجعل مشروعه هذا يتمشى على رجلين: الأولى تجري في عروقها دماء التاريخ، والثانية دماء الفلسفة، وكأن بعبد الله العروي يمتلك قبعتين: قبعة الفيلسوف الذي يمارس نقدا فلسفيا منطقيا حادا، باعتماد لغة منطقية فائقة التجريد، وقبعة المؤرّخ، الذي يملأ صندوق عدته النظري من الواقعات لا من الأفكار. وهو في ذلك لا يختلف عن مجموعة من المفكرين الذين نجدهم يزاوجون بين الفلسفة والتحليل النفسي مثلا، أو بين العلم والميتافيزيقا، أو كما جرت العادة بين الفلسفة واللاهوت. ذلك أن النتائج التي يقدمها البحث التاريخي لا تشفي غليل عبد الله العروي، ولا تحقق له الإشباع المطلوب، لذلك نجده يهاجر باستمرار أرض التاريخ ليطأ أرض الفلسفة، الأرض الوحيدة التي تتيح له مواجهة الأجوبة التي يبنيها البحث التاريخي، بأسئلة ذات طابع فلسفي نقدي منطقي صارم، أو بالأحرى ذات طابع ميتافيزيقي. ويرجع اختيار عبد الله العروي مباشرة هذا المنعرج، إلى كونه لا يجد ضالته في التحليلات ذات الطابع الإطلاقي الأبدي، بيد أن التاريخانية التي اختارها منهجا لمشروعه، بما هي طريقة متواضعة تفضل العمل على التأمل، تمتنع عن تقديم أجوبة تنهل من مخاض فلسفي، اللهم إلا إذا سلكت هذه الأجوبة الطريق التي يقترحها البحث التاريخي.

لماذا أقنع عبد الله العروي نفسه بأن التاريخانية قدر أكثر منها اختيارا؟

سؤال جوهري بالإضافة إلى أسئلة اخرى يقترح علينا عبد الله العروي توضيحها والخوض في ثناياها، على امتداد مئة وثمان وستين صفحة، بأسلوب ممتع وشيق في كتابه الأخير: «الفلسفة والتاريخ» الصادر حديثا باللغة الفرنسية عن منشورات المركز الثقافي للكتاب، بالاشتراك مع منشورات لكروازيي دي شومان (2016 ).

Catégorie :

Description

Editions : المركز الثقافي للكتاب
Langue : Arabe
Date de parution : 06/01/2020
Format : Cartonné
Pages : 159
Dimensions : 175.0 x 245.0 x 13.0 mm
ISBN : 9789920627047

Avis

Il n’y a pas encore d’avis.

Soyez le premier à laisser votre avis sur “بين الفلسفة والتاريخ”

Votre adresse e-mail ne sera pas publiée. Les champs obligatoires sont indiqués avec *